بادئ الموضوع تاريخ البدء
  • المشاهدات 350
  • الردود 3

Taha43

نائب المدير
عضوية موثوقة
نجـم تكـاوزن
إنضم
29 أكتوبر 2022
المشاركات
3,903
مستوى التفاعل
13,731
النقاط
3,150
مجموع اﻻوسمة
4
• قَالَ جَلَّ شَأْنُه: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) [الإسراء:23]، فَقَدْ قَرَنَ الله -عز وجل-فِي هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ، عِبَادَتَهُ وَحْدَه، بأَمْرِهِ سُبْحَانَه بِالإِحْسَانِ إِلَى الوَالِدَيْنِ، وَهَذَا الاقْتِرَانُ يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ حَقِّهِمَا وَالِإحْسَانِ إِلَيْهِمَا قَوْلًا وَعَمَلًا، مَعَ تَحْرِيمِ أَدْنَى مَرَاتِبِ الأَذَى: وَهُوَ التَّضَجُّرُ أَوْ التَّأَفُّفُ حَالَ خِدْمَتِهِمَا، بَلْ قَدْ جَاءَ حَقُّ الوَالِدَيْنِ مَقْرُونًا بِعِبَادَتِهِ جَلَّ وَعَلَا فِي نُصُوصٍ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِهِ الكَرِيمِ، مِنْهَا قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلَا: ( وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [النساء:36]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الأنعام:151]، وَقَوْلُهُ: ( أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير) [لقمان:14]، وَقَدْ أَجْمَعَ المسْلِمُونَ عَلَى فَرْضِيَّةِ الإِحْسَانِ إِلِى الوَالِدَيْنِ وَوُجُوبِ حَقِّهِمَا، قَالَ جَلَّ وَعَلَا: ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً) [العنكبوت:8]، وَقَالَ أَيْضًا: ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) [الأحقاف:15].

• فَالِإسْلَامُ حَضَّ عَلَى طَاعَةِ الوَالِدَيْنِ فِيمَا لَا مَعْصِيَةَ فِيهِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ أَجْرَ طاَعَتِهِمَا كَأَجْرِ المجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللهِ بِن عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الجِهَادِ فَقَالَ: "أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَفِيهُمَا فَجَاهِدْ" [رواه البخاري ومسلم]، فَالإِحْسَانُ إِلَى الوَالِدَيْنِ مِنْ أَهَمِّ المهِمَّاتِ، وَأَجَلِّ الطَّاعَاتِ، وَأَوْجَبِ الوَاجِبَاتِ.

• وفي المقابلِ؛ فإنَّ عُقُوقَهُما مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ، وَأَقْبَحِ الجَرَائِمِ، وَأَبْشَعِ المهْلِكَاتِ؛ فَفَي الحَدِيثِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟" ثَلَاثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ" [رواه البخاري ومسلم].

• وهَذا الواجِبَ يَكُونُ لِلْوَالِدَيْنِ فِي حَيَاتِهِمَا وَبَعْدَ مَماتِهِما، فَمَنْ فَاتَهُ الإِحْسَانُ إِلَى وَالِدَيْهِ فِي حَيَاتِهِمَا فَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُ ذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِهِمَا، وَذَلِكَ بِالاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ لَهُمَا، قال ﷺ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى لِي هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ" [رواه أحمد، وابن ماجه].

• وكذلك بِالصَّدَقَةِ وَقَضَاءِ الدُّيُونِ عَنْهُمَا، أَوْ صِلَةِ الرَّحِمِ التِي لَا تُوْصَلُ إِلَّا بِهِمَا، أَو أَدَاءِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ عَنْهُمَا، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ البِرّ وَالإِحْسَانِ التِي تَنْفَعُ المسلمَ بَعدَ مَوتِهِ.
 

الداعية أبوعبدالله

المراقب العام
عضوية موثوقة
نجـم تكـاوزن
إنضم
5 نوفمبر 2022
المشاركات
952
مستوى التفاعل
6,491
النقاط
2,270
الموقع الالكتروني
🔗
مجموع اﻻوسمة
3
جزاك الله خير الجزاء أخي الغالي ورحم الله تعالى والديك الأحياء منهم والأموات
 
  • Like
التفاعلات: ABDOU2010

كلمة المدير

جميع المواضيع والمشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى .

تواصل مع فريق العمل

عن منتديات تكاوزن العربية techawzen

منتديات تكاوزن اكبر موقع عربي لتحميل البرامج والالعاب وانظمة التشغيل و تطبيقات الجوالات و تقديم شروحات في الحماية والبرمجة والتقنية والهاردوير والصيانة

تابعنا على المواقع الاجتماعية


إتصل بنا

 

أعلى

خيارات الاستايل

تلوين الاقسام
خلفية المنتدى
نوع الخط
جدول المنتديات
تمديد المنتدى
فصل الأقسام
إخفاء السايدبار
حجم الخط
الصورة الرمزية
بيانات العضو
إخفاء التواقيع

إرجاع خيارات الإستايل