• قَالَ جَلَّ شَأْنُه: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) [الإسراء:23]، فَقَدْ قَرَنَ الله -عز وجل-فِي هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ، عِبَادَتَهُ وَحْدَه، بأَمْرِهِ سُبْحَانَه بِالإِحْسَانِ إِلَى الوَالِدَيْنِ، وَهَذَا الاقْتِرَانُ يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ حَقِّهِمَا وَالِإحْسَانِ إِلَيْهِمَا قَوْلًا وَعَمَلًا، مَعَ تَحْرِيمِ أَدْنَى مَرَاتِبِ الأَذَى: وَهُوَ التَّضَجُّرُ أَوْ التَّأَفُّفُ حَالَ خِدْمَتِهِمَا، بَلْ قَدْ جَاءَ حَقُّ الوَالِدَيْنِ مَقْرُونًا بِعِبَادَتِهِ جَلَّ وَعَلَا فِي نُصُوصٍ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِهِ الكَرِيمِ، مِنْهَا قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلَا: ( وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [النساء:36]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الأنعام:151]، وَقَوْلُهُ: ( أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير) [لقمان:14]، وَقَدْ أَجْمَعَ المسْلِمُونَ عَلَى فَرْضِيَّةِ الإِحْسَانِ إِلِى الوَالِدَيْنِ وَوُجُوبِ حَقِّهِمَا، قَالَ جَلَّ وَعَلَا: ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً) [العنكبوت:8]، وَقَالَ أَيْضًا: ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) [الأحقاف:15].
• فَالِإسْلَامُ حَضَّ عَلَى طَاعَةِ الوَالِدَيْنِ فِيمَا لَا مَعْصِيَةَ فِيهِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ أَجْرَ طاَعَتِهِمَا كَأَجْرِ المجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللهِ بِن عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الجِهَادِ فَقَالَ: "أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَفِيهُمَا فَجَاهِدْ" [رواه البخاري ومسلم]، فَالإِحْسَانُ إِلَى الوَالِدَيْنِ مِنْ أَهَمِّ المهِمَّاتِ، وَأَجَلِّ الطَّاعَاتِ، وَأَوْجَبِ الوَاجِبَاتِ.
• وفي المقابلِ؛ فإنَّ عُقُوقَهُما مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ، وَأَقْبَحِ الجَرَائِمِ، وَأَبْشَعِ المهْلِكَاتِ؛ فَفَي الحَدِيثِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟" ثَلَاثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ" [رواه البخاري ومسلم].
• وهَذا الواجِبَ يَكُونُ لِلْوَالِدَيْنِ فِي حَيَاتِهِمَا وَبَعْدَ مَماتِهِما، فَمَنْ فَاتَهُ الإِحْسَانُ إِلَى وَالِدَيْهِ فِي حَيَاتِهِمَا فَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُ ذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِهِمَا، وَذَلِكَ بِالاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ لَهُمَا، قال ﷺ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى لِي هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ" [رواه أحمد، وابن ماجه].
• وكذلك بِالصَّدَقَةِ وَقَضَاءِ الدُّيُونِ عَنْهُمَا، أَوْ صِلَةِ الرَّحِمِ التِي لَا تُوْصَلُ إِلَّا بِهِمَا، أَو أَدَاءِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ عَنْهُمَا، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ البِرّ وَالإِحْسَانِ التِي تَنْفَعُ المسلمَ بَعدَ مَوتِهِ.
• فَالِإسْلَامُ حَضَّ عَلَى طَاعَةِ الوَالِدَيْنِ فِيمَا لَا مَعْصِيَةَ فِيهِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ أَجْرَ طاَعَتِهِمَا كَأَجْرِ المجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللهِ بِن عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الجِهَادِ فَقَالَ: "أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَفِيهُمَا فَجَاهِدْ" [رواه البخاري ومسلم]، فَالإِحْسَانُ إِلَى الوَالِدَيْنِ مِنْ أَهَمِّ المهِمَّاتِ، وَأَجَلِّ الطَّاعَاتِ، وَأَوْجَبِ الوَاجِبَاتِ.
• وفي المقابلِ؛ فإنَّ عُقُوقَهُما مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ، وَأَقْبَحِ الجَرَائِمِ، وَأَبْشَعِ المهْلِكَاتِ؛ فَفَي الحَدِيثِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟" ثَلَاثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ" [رواه البخاري ومسلم].
• وهَذا الواجِبَ يَكُونُ لِلْوَالِدَيْنِ فِي حَيَاتِهِمَا وَبَعْدَ مَماتِهِما، فَمَنْ فَاتَهُ الإِحْسَانُ إِلَى وَالِدَيْهِ فِي حَيَاتِهِمَا فَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُ ذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِهِمَا، وَذَلِكَ بِالاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ لَهُمَا، قال ﷺ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى لِي هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ" [رواه أحمد، وابن ماجه].
• وكذلك بِالصَّدَقَةِ وَقَضَاءِ الدُّيُونِ عَنْهُمَا، أَوْ صِلَةِ الرَّحِمِ التِي لَا تُوْصَلُ إِلَّا بِهِمَا، أَو أَدَاءِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ عَنْهُمَا، وغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ البِرّ وَالإِحْسَانِ التِي تَنْفَعُ المسلمَ بَعدَ مَوتِهِ.